الخميس، 19 يونيو 2014

شالح بن هدلان.. رثى أخيه الفديع وولده ذيب قبل موتهما

عندما يصدق حدس الشاعر
شالح بن هدلان.. رثى أخيه الفديع وولده ذيب قبل موتهما


علي المسعودي

اشتهر شــــــالح بن هـدلان القحطاني بافروسية والكرم بين قبيلته والقبائل الأخرى، كما اشتهر بعلاقة الأخوة الحميمة بينه وبين أخيه الفديع.. وكانت بينهما رديات شعرية جميلة يسمر بها محبو الشعر وهم يسمرون في ليالي الهدوء والأنس في بادية مكشوفة تستظل بالسماء وتفترش العشب.. وتواجه الأنواء.
لكن شيئا ما كان يشعر به شالح جعله يقول شعرا يبدو وكأنه رثاء لأخيه، وهو إحساس غريب بدأ ينتاب هذا الفرس الذي كانت رهافة حسه تقرأ الأحداث وهو ماقاله صراحة في شعره " كني بمايجري على العمر داري" وهي من القصيدة التي تبدو رثاء مبكرا قبل موت أخيه.. إذ قال:
واخوي ياللي عقب فرقاه باضيع
كني بمايجري على العمر داري
أخوي ياستر البني المفاريع
ومطلق لسان اللي باهلها تماري

وقد صدق حدس شالح.. وتحقق مايشعر فقد خاضت قبيلة قحطان معركة كبيرة مع إحدى القبائل، وكان الفريع يرمي نفسه في القتال رمي الطامعين بالموت.. فيهجم كالضواري، حتى قتل في تلك المعركة ورثاه أخوه شالح بقصيدة رثائية صريحة بدأها بقوله:
أمس الضحى عديت روس الطويلات
وهيضت في راس الحجا ماجرى لي

ومر زمن، كبر فيه أبناء شالح وهم (مناحي، ذعار، عبدالله، ذيب، سداح، ومحمد) لقنهم والدهم مكارم الأخلاق، وأرشدهم إلى دروب الفروسية.. فبرز من بينهم ذيب في بأسه الشديد في القتال، ومراسه ومرانه وشجاعته وجرأته في المواجهة مهما كانت الأخطار. ومن جديد انتاب شالح ذلك الإحساس الغريب بالفقد.. وكان يطالع وجه ولده ذيب ليملأ عينيه منه وهو يهمس لنفسه أن هذه الجرأة حتما ستؤدي به إلى الهلاك.. فقد قال الشاعر العربي:
(الجود يفقر والإقدام قتال)
فما كان منشالح إلى أن يرثي ولده وهو على قيد الحياة في هذه القصيدة المؤلمة والجميلة، والتي بعدها تحقق إحساس الأب وكان الأجل في معركة من المعارك..أخ


ما ذكر به حي رثى حي يا ذيـب
واليوم أنا برثيك لو كنـت حيّـا
ويا ذيب يبكونك هل الفطر الشيب
ان لايعتهـم مثـل خيـل المحيّـا
وتبكيك قطعان عليهـا الكلاليـب
وشيال حمل اللـي يبـون الكفيّـا
وتبكيك وضح علقوهـا دباديـب
ان رددت من يمـة الخـوف عيّـا
ويبكيك من صكت عليه المغاليـب
ان صاح باعلى الصوت يا هل الحميّا
ننزل بك الحزم المطرف ليـا هيـب
ان رددوهـن ناقليـن العصـيّـا
انا اشهد انك بيننا منقـع الطيـب
و الطيب عسرٍ مطلبـه مـا تهيّـا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق