الأحد، 26 أكتوبر 2014

القريفة: ياجماعة كيف مافيكم حميا؟

قصة قصيدة

القريفة: ياجماعة كيف مافيكم حميا؟


بقلم: علي المسعوي

هي قصيدة أسئلة مرة، وتساؤلات موجعة، واستغراب حزين.. لكنها رغم الوجع والألم تحكي قصة إباء وكرم وجود، بطلها الشاعرعبد الله بن هذال القريفة المطيري، حيث استطاع منازلة الفقر، والخروج من العوز والفاقة بوجه أبيض.. فخلد ذكر القصة وخلد ذكر الأبيات الممتلئة تحديا وإصرارا والمشحونة بالحكم.. وخلاصات التجارب.
كان الموقف فيما يروي الرواة إن صدقوا مرا ومريرا ومحرجا فقد وفد ضيوف مفاجئون في بيت القريفة في وقت لم يكن في بيته إلا الأسودان التمر والماء، وليس من عادة العرب في ابادية أن تولم للضيف إلا بإراقة دم من البدنة، فتلك حقوق الضيافة التي شرعتها قوانين البادية
فما كان منه إلا أن استنجد بمن حوله من اقارب وجيران، وربما كان الوقت وقت قحط وجوع فاعتذر الجميع وربما اتفقوا جميعا على ذلك لأنهم رأوا أنه بالغ في الكرم في وقت أصاب فيه الناس الفاقة والجوع.
وعندما احتار وشعر بصعوبة الموقف لم يقبل على نفسه أن لايقدم لضيوفه لحما، فأقدم على ناقته التي يحمل عليها فنحرها
ثم أخبر جميع من في الحي أن الغداء في بيته
فتوافد الرجال وهم يعرفون أنه لايملك شيئا فيتوقعون أن العشاء مجرد أرز خال من الدسم
لكنهم عند العشا شاهدوه وهو يقلط لضيوفه السمن والسمين
وبعد أن شبع الجميع.. أنشد


ياجـمـاعـه كـيــف مافـيـكـم حـمـيـا
كيـف صيـاح الضحـى ماتسمعونـه 

من يعاونّي عـلــى ربـــعٍ هـنـيّــا
مـن بغـى درب المراجـل يمنعـونـه 

الـمـراجــل مــــا تـهـيــا هـالســويــّا
كود من عض النواجـذ فـي سنونـه 

ان بغيـت الشـح درب الطيـب عـيـا
حـالــفٍ مـــا اردّ نـفـسـي للـمـهـونـه 

مـاعـلـيّـه مــــن مـنـقّـلـة الـحـكّـيـا
كـان بـاب الـرزق منهـم يقطعـونـه 

 
من لحوم الدانية شفت الجفيا
من بغى درب الشكاله يمنعونه

وان بغيت الهون ساس الطيب عيّا
حالفٍ ما أرِد نفسـي بالمهونـه 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق