الأحد، 26 أكتوبر 2014

المهادي والسبيعي.. و"مزارق الطيب"!

قصة قصيدة
"تشدون والاّ نشد؟".. دفعا للعار

المهادي والسبيعي.. و"مزارق الطيب"! 


بقلم: علي المسعودي

كان الشيخ محمد المهادي قادما مع رفاق له من غزو،  فحل ضيفا على قبيلة سبيع وقوبل بالحفاوة فطاب له المقام اياما وصادف أن رأى فتاة حسناء من فتيات القبيلة فسحرت عقلة وسلبت لبه و أحتار كيف يخطبها وهو الضيف الغريب ومن يساعدة في ذلك !
عندها دله عقله على مفرج الذي كان يرى فيه الرجولة والنخوة والشهامة وليتأكد من إحساسه عمد إلى حيله فجلس بجانبه في مجلس الرجال ثم اتكأ بقوة عليه غارسا كوعه في فخذ مفرج كأنه المصروع ليرى قوة تحمله، فلم يجزع مفرج وظل محتملا الألم في سبيل إ رضاء ضيفه وراحته، فأيقن المهادي أن هذا هو الرجل الذي يؤتمن على السر وبعد أن أنفض المجلس، طلب المهادي من مفرج أن يساعده في مبتغاه، ثم حكى له قصتة مع الفتاه التي شغلت تفكيرة ورغبتة بالزواج منها ووعده مفرج خيرا،  وفي  الصباح رأها المهادي ذاهبة الى الماء فأخبر مفرج بذلك وأشار إليها،  وبعد يومين أتى مفرج الى المهادي ليخبرة بموافقة أهلها.
 وفي ليلة العرس وجد المهادي العروس تبكي بحرقة، فسألها عن بكائها فأخبرته إنها قد وافقت مجبرة على هذا الامر وأنها إبنة عم مفرج وكل منهم يحب الآخر وكانا على وشك الزواج ولكنك طلبت المساعدة من مفرج في موضوعك هذا فلم يستطيع أن يخبرك بشي وفضل أن يترك إبنة عمة وحبيبتة على أن يردك خائباً
فوجئ المهاديوقال للفتاة إنك حرام علي كأختي، وسوف ترجعين الى أبن عمك وبعد أيام أعد المهادي للرحيل فأخبر زوجته بطلاقها وطلب من مفرج أن يزورة في ديارة وأنه إذا أحتاج الى أي شي فلا يتردد في القدوم الية ليرد له المعروف
تزوج مفرج من ابنة عم وأنجب منها3 أولادً وبعد سنين أصاب ديارهم القحط الشديد، فتذكر صاحبه المهادي فشد الرحال الى دياره فاستقبلة المهادي بحفاوة وأمر زوجته أن تخرج من بيتها وتسكن مع زوجته الأخرى في البيت الآخر، وفي المساء قالت زوجة المهادي لزوجة مفرج أن لي ولداً أعتاد على النوم في فراشي وهو الأن ذاهب للصيد وقد يأتي متأخراً فإذا أتى أنني في البيت الآخر. فبقيت زوجة مفرج ساهرة في أنتظار عودة الولد ولكن غلبها النعاس فنامت، فجاء إبن المهادي ولم يلاحظ أي تغيير في ألأمور فاندس في الفراش ونام معتقدا أنها أمه،  وبعد أن اكمل مفرج والمهادي سهرهما ذهب مفرج الى بيته وعندما دخل فوجئ برجل نائم مع زوجته وفي فراشه فسل سيفه وقتله في الحال فأستيقظت زوجته مرعوبة وقالت له قتلت إبن جارك وأخبرته بالقصة، فذهب الى جاره المهادي وأخبره بما حدث فهدأ المهادي من روعه وأخذ جثة إبنة المقتول ووضعه أطراف الحي وفي الصباح جمع قبيلتة واخبرهم بان إبنه قد قتل ولا يعرف من قتله وبذلك اصبح دمه مفرقا على القبيلة فجمعوا الدية واعطوها للمهادي الذي اعطاها بدورة لجاره السبيعي
واستمرت الجيرة سنوات يتسابقون فيها على الطيب بما يسمى "مزارق الطيب" كل يحاول أن يسبق الآخر في الفعل الجميل، وكان للمهادي بنت على قدر عالٍ من الجمال والاخلاق وكان أصغر ابناء مفرج السبيعي يراود بنت المهادي عن نفسها، فقامت زوجة المهادي بإخبار زوجها عنه الذي طلب من إبنته عدم السير لوحدها والإبتعاد عن طريق ، وبينما كا المهادي يلعب مع السبيعي لعبة الحصى المسماه "الأوبيّه" كان المهادي ينقل حصى اللعب وهو يقول للسبيعي "تشدون والا نشد" أي إما أن ترحلون أنتم أو نرحل، وهو يتكلم عن الحصى لكن مفرج فهم الرسالة، فقال للمهادي أنه يرغب بالرحيل إلى دار قبيلته وفوجئ بموافقة المهادي بلا تردد على غير مااعتاد منه، فعرف أن في الأمر شيء ما، وفي طريق سفره.. أمر زوجتة وأولادة بالتوقف في أحد الاودية للراحة وتمضية هذه الليلة على أن يواصلون مسيرهم في الصباح وعندما حل الظلام تسلل الى بيت المهادي فسمعه ينشد قصيدة طويلة منها: 

يقول المهادي والمهادي محــمد 
وبه عبرةً جمل المــلا مادرابهـا 


وجعي بها من علةٍ باطنــية 
ولايدري الهلباج عــما لجابهـا 


أن ابديتها بانت لرماقة العـــدا 
وأن اخفيتها ضاق الحشا بالتهابـها 


ثمان أسنين وجارنا مسرفٍ بنـا 
وهو مثل واطي جمرةٍ مادرابهــا 


وطاها بفرش الرجل لو ماتمكنت 
بقى حرها مايبرد الماء التهابهــا 


ياما حضينا جارنا من كرامـة 
لو كان مايلقي شهودً غدابــــها 


وياما عطينا جارنا من سبيــة 
ليا قادها قوادها ما نثـــنا بهـا 


الأجواد وأن قاربتهم ماتملــهم 
والأنذال وأن قاربتها عفت مابهـا 


الأجواد وأن قالوا حديثً وفوبه 
والأنذال منطوق الحاكيا اكذابهــا 


الأجواد مثل العد من وردة ارتوى 
والأنذال لاتسقى ولا ينسقابهــا 


الأجواد تجعل نيلها دون عرضها 
والأنذال تجعل نيلها في رقابهـــا 


الأجواد يطرد همهم طول عزمهم 
والأنذال يصبح همها في رقابهـــا 


الأجواد تشبه قارةٍ مطلحــبة 
ليا دارها البردان يلقى الذرى بهــا 


الأجواد صندوقين مسكٍ وعنبـر 
ليا فتحت ابوابها جاك مابهــــا 


الأجواد مثل البدر في ليلة الدجى 
والأنذال ظلماً تايةٍ من سرابهـــا 


الأجواد مثل الدر في شامخ الذرا 
والأنذال مثل الشري مرٍ مذاقهـــا 


الأجواد وأن حايلتهم ماتحايـلوا 
والأنذال أدنى حيلٍ ثم جابــها 


الأنذال لو غسلوا ايديهم تنجست 
نجاسة قلوبٍ مايفيد الدوا بهـــا 


يارب لا تجعل للأجواد نكبة 
من حيث لا ضعف الضعيف التجابها 


لعل نفسٍ ما للأجواد عندهــا 
وقارٍ عسى ماتهتنى في شبابـها 


عليك بعين السيح ليا جيت وارد 
خل الخباري فإن ماها هبابـــها 


محا الله عجوزٍ من سبيع بن عامر 
ماعلمت غرانها فــــي شبابهــا 


لها ولدٍ ماحاش يومٍ غنيــمة 
عدا كلمةٍ عجفا قمز ثــم جابهــا 


أنا أظن دارٍ شد عنها مــفرج 
حقيقٍ يادار الخنا فـــي خرابهـا 


وأنا أظن دارٍ نزل فيها مــفرج 
لا بد ينبت الزعفران ترابهــــا 


فتى0مايظلم المال الا وداعـة 
ولو يملك الدنيا جميعا صخابهـــا 

فأدرك مفرج أن أحد ابنائة تحرش بإبنة المهادين ولكي يستدرجه نادى إبنه الكبير وقال له: ليتك كنت رجال وحصلت على شي من بنت المهادي المزيونه، فتفاجا الابنوقال لابيه: أنت ربيتنا على مكارم الأخلاق يأابي وصون الأعراض.. وهو الجواب نفسه الذي أجاب به الابن الأوسط. أما الأصغر فغره سؤال والده وقال:  ليتك تستجعل الرحيل يا أبي لقد اوشكت أن اوقع بها

عند ذلك عاجل مفرج ولده  بسيفه وأرسل رأسه الى المهادي!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق